إبسكو .. ورحلة الصعود الى القمه

الوصول إلى القمة رحلة طويلة عبر طريق من العمل المتصل والمتواصل، الممزوج بالعرق والجهد والتحدى، رسمت ملامحة قيادات خططت وقوة بشرية نفذت فكانت النتائج مبهرة ولتتحول إبسكو بسواعد ما يزيد على 17 ألف عنصر بشرى إلى رافد يتدفق داخل شرايين جسد قطاع البترول، بشركات تعتصر طبقات الأرض بمختلف تراكيبها الجيولوجية وعلى أعماق آلاف المترات فى جوف الصحراء وتحت قاع البحار ليتدفق الخير فى صور مختلف زيت خام ومتكثفات وغاز مصاحب أو غاز طبيعى.

إبسكو هى الجندى المجهول، لكونها تمتلك العقول والسواعد وهى الحبل السرى الذى يحيل الشركات الوليدة من مجرد أجنة إلى شخوص مكتملة الملامح.

نجاحات متلاحقة جعلتها تخطو فى عشرات الأنشطة بعشرات الأقدام فى جميع مجالات الخدمات البترولية والمعدات والأجهزة المساندة لعمليات الاستكشاف والحفر والصيانة والإنتاج ونقل المواد البترولية، إلى الأنشطة السياحية والخدمات اللوجستية بكل تنوعاتها ووصلت إلى القيد بالاتحاد المصرى للتشييد والبناء لتصبح كيانًا يتوسع فى نشاط المقاولات العامة والتشطيبات.

وللوصول إلى نشاط المقاولات والقيد بالاتحاد المصرى للتشييد والبناء واستخراج بطاقة الاتحاد الفئة السابعة أعمال متكاملة بداية من الحفر مرورًا بالردم والخرسانة المسلحة والمبان والتوريدات وصولًا إلى التشطيبات وقد تحقق ذلك منذ 9 يناير الماضى.

مايسترو وفريق وسيمفونية

المحاسب محمد مصطفى رئيس الشركة يشبه المايسترو وعبر فريق من القيادات الإدارية والفنية والمالية والعلمية بتحقيقها حلقة جديدة من حلقات النجاح قد استطاعت بجانب تأكيد تأهيلها للقيام بهذا النشاط الجديد أن تحقق عدة مزايا أهمها اكتساب الدخول فى تنفيذ أعمال المقاولات مع كافة الجهات الحكومية والعامة والاستثمارية والخاصة، واستيراد كافة احتياجاتها من المعدات بنصف جمارك.

رئيس الشركة محمد مصطفى يرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى العاملين الذى يحملون الشركة فى قلوبهم وبدعم ورعاية من جانب المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.

ولشركة إبسكو قصة نجاح، حيث أصبحت ذراعًا قويًا قائمًا على خدمة شركات البترول، خاصةً فيما يتعلق بالعنصر البشرى، ويعمل المحاسب محمد مصطفى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب والمحاسب طارق البدرى مساعد رئيس الشركة للشئون الإدارية ومعه مجموعة منتقاة من القيادات على تنفيذ رؤية الوزارة والهيئة للارتقاء بالشركة وتعظيم دورها.

جهود محمد مصطفى ظهرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بإضافة العديد من الأنشطة الأساسية والارتقاء بالعنصر البشرى وتعظيم الدخل، حتى باتت إبسكو بيت خبرة كبيرًا تتهافت الكثير من الشركات العاملة فى صناعة البترول على العمل معها.

البداية

كانت بداية تأسيس الشركة المصرية للخدمات البترولية “إبسكو” كشركة مساهمة مصرية فى 17 ديسمبر 1997 طبقًا لأحكام القانون 159 لسنة 1981 الخاص بالشركات المساهمة ويبلغ رأس المال المرخص به 50 مليونًا والمصدر 10 ملايين جنيه.

مجالات العمل والمساهمون

وتقدم الشركة جميع الخدمات البترولية والمعدات والأجهزة المساندة لعمليات الاستكشاف والحفر والصيانة والإنتاج ونقل المواد البترولية، ويساهم فى الشركة كل من صندوق الإسكان والخدمات الاجتماعية للعاملين بقطاع البترول بنسبة 40%، النقابة العامة للبترول 10% اللجنة النقابية للعاملين بشركة بترول خليج السويس (جابكو) 1% بالإضافة إلى 24772 مساهم من العاملين فى القطاع كمكتتبين بنسبة 49%.

بانوراما عن أداء الشركة وانتشارها

تتولى إبسكو تقديم خدماتها إلى 76 من شركات قطاع البترول ويبلغ عدد العمالة ما يقرب من 17 ألف عنصر مهندس وفنى وإدارى وتتولى تطبيق كافة الأنظمة والمزايا للعاملين بها وجميعهم تقريبًا ملحقين لتنفيذ مهام داخل شركات قطاع البترول المختلفة.

وتهتم إدارة إبسكو بتحقيق الاستقرار بين تلك القوة البشرية بالاستمرار فى تأهيلها علميًا وفنيًا ومن خلال الحصول على الدورات التدريبية فى مختلف المجالات (مالية/ إدارية/ سلامة وصحة مهنية) لرفع مستوى العاملين بالشركة بالإضافة إلى المشاركة فى المؤتمرات وإن كان ذلك على المستوى العملى إلا أن الشركة تتبنى الارتقاء بالعاملين عبر تحقيق المزايا المعيشية والصحية منها الأجر المناسب والتأمين الاجتماعي والمعاش التكميلى ومكافأة نهاية الخدمة والتأمين الإدخارى والرعاية الطبية والاجتماعية للجميع، بالإضافة إلى تبنى إدارة إبسكو توفير المساهمة العلاجية للعاملين وأسرهم بعد سن المعاش.

أنشطة جديدة

ويتم استحداث وتفعيل أنشطة جديدة للشركة للمحافظة على الملاءة المالية لها.

وتواصل الشركة المصرية للخدمات البترولية (إبسكو) جهودها لتحقيق الأهداف المنوط بها والتى من أهمها تقديم خدمات بأعلى المستويات التى تليق بشركات القطاع الشقيقة.

رؤية إبسكو 2030

2030 تمثل كلمة السر التى قررت إبسكو وضعها للانطلاق عبرها إلى آفاق الكيانات العالمية. الاستراتيجية لا تعنى كلمة أو مجرد إجراء بهدف الدعاية.. ولكنها خطة طويلة المدى فرضها واقع الشركة التى تنمو فى ثبات نموًا مستمرًا مستقرًا بعدما تحقق للشركة التوسع أفقيًا فى عشرات الأنشطة المستحدثة، والصعود رأسيًا فى أنشطة احترفت الشركة تنفيذها واكتسبت بالإتقان ثقة عملائها فقررت أن تنفصل تلك الأنشطة لتتحول إلى شركات مستقلة فى النشاط ولكنها تخضع للكيان الأم إبسكو لتحقيق أهداف كبرى.

لم تسر إبسكو وقيادتها وفقًا لمعنى مجرد ولكن بدأت بتشكيل ما أطلقت عليه اللجنة الاستراتيجية العليا لإدارة ملف رؤية “إبسكو 2030” لكن كيف وصلت إبسكو إلى وضع تلك الرؤية؟ وعلى أى أساس وضعتها؟ وهل هو شعار براق ممكن أن تسير خلفه أم هى استراتيجية لكيان انتقل بقوته فى تنفيذ وإدارة المنظومات الخدمية بإتقان جعل التقرب منها والتعامل معها أملًا ورجاء من جانب العديد من الكيانات الاقتصادية داخل وخارج قطاع البترول؟ كانت إبسكو قد تحولت من مجرد كيان يضم أكثر من 17 ألف مهندس وفنى وإدارى إلى شركة تمتلك كوادر بشرية مؤهلة ومدربة وقادرة على مناطحة كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى كافة المجالات الفنية والخدمية. ومن مجال فنون العمل الهندسى والفنى فى شركات البترول للعمل فى الحقول والتركيبات والإنشاءات.. إلى العمل فى المجالات الخدمية واللوجستية والسياحة والطيران والصيانة والإعاشة وتوريد مستلزمات الإعاشة وتوريد مستلزمات البناء ونقل الزيت الخام والطفلة الزيتية والمخلفات وتأجير المعدات والأوناش وصولًا إلى تنفيذ أعمال مكافحة الآفات والقوارض، داخل 76 شركة على مستوى قطاع البترول. خطوات سريعة ومتناغمة كان أساسها العنصر البشرى الذى تحول بفضل الله أولا ثم قيادات تمتلك أساليب الإدارة الحديثة. لم تبدأ الشركة طريق وضع استراتيجية 2030 لمجرد أنه شعار براق ولكن هى رؤية يفرضه الكيان الذى أصبح يحمل من أسباب النمو ما جعلته يخرج عن الإطار الطبيعى له.

 

فإبسكو أشبه بكائن مع كل عوامل النجاح صار ينمو حتى ضاق عليه مسمى شركة- كما يضيق الثوب على الصبى عندما يصبح شابًا يافعًا قويًا- فوضعت عوامل نموه وازدهاره استراتيجيته التى تمثل رداءه الجديد القادر على استيعاب نجاحاته ونموه. وصارت إبسكو كيانًا مؤهلا لأن تتوالد منه شركات عديدة قد يصبح كل نشاط من أنشطته كيانًا منفصلا فى الإدارة مثلما توالدت منه شركة إيجيبتكو التى استقلت بنشاط من أهم الأنشطة فى قطاع البترول وهى حقن آبار البترول والغاز الطبيعى وتأهيلها وتنميتها. بينما اقتربت أيضا من تأسيس كيان للخدمات السياحية وكيان آخر للوجستيات ليكون الأول من نوعه فى مصر.

كانت إبسكو ومن خلال إعادة تأهيل بعد أن تولى أمرها المحاسب محمد مصطفى من الصعود بمؤشرات أداء الشركة ومن خلال عدة أهداف أهمها التدريب والتأهيل لكافة العناصر قبل توزيعهم للقيام بمهامهم داخل الشركات المتعاقد معها فكانت الخطوة الأولى ثم المتابعة والتقييم. كان نتائج تلك الأعمال أن حصلت الشركة على 5 شهادات أيزو خلال عامين فقط. وتتضمن أيزو 9002 فى نظام إدارة الجودة و14001 فى نظام إدارة البيئة و18001 فى نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية و22001 فى نظام إدارة الغذاء وأخيرًا 33001 وهى شهادة المواصفات القياسية الدولة والخاصة بتطبيق معيار السلامة المرورية على الطرق. مع تلك الخطوات امتلكت إبسكو الأساس وهو بناء العنصر البشرى المؤهل والمدرب ثم شهادات دولية فى كل مجالات عمل الشركة لتحصد بعدها نتائج أهمها تهافت شركات قطاع البترول على التعاقد مع إبسكو لتتولى توفير احتياجاتها من العمالة المدربة والخدمات اللوجستية الأمر الذى دفع قيادات إبسكو فى إجراء عمليات توسع والدخول فى أنشطة جديدة وحديثة منها النشاط السياحة بتنظيم عمليات السفر وتسهيلها لشركات القطاع ثم انتقلت للعمل فى السياحة الخارجية منها السياحة الدينية كالحج والعمرة، والترفيهية كالرحلات، بخلاف خدمات استخراج الأوراق والوثائق الرسمية كخدمة جديدة وحديثة لم يكن متعارفًا عليها.

 

الاستراتيجية التى قررت إبسكو وضعها والبدء فى تنفيذها تأتى عبر لجنة قرر مجلس الإدارة برئاسة المحاسب محمد مصطفى وضعها وتضم المحاسب طارق البدرى مساعد رئيس مجلس إدارة الشركة للشئون الإدارية رئيسًا لها. كانت الشركة قد استعانت بمؤسسى “A B C Certification” لوضع تقرير يتضمن كل التوصيات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية. والتى بدأت بالفعل الشركة فى تنفيذها مع بداية العام وتتضمن تعديل اللوائح والإجراءات وأساليب العمل مقترحات بإعادة توزيع القوى البشرية على الهياكل التى يتم استحداثها وتحفيز العاملين على الالتزام بتحقيق الاستراتيجية ومراجعة الموازنة الخاصة بالتطوير. كما تم تشكيل فرق عمل يختص كل فريق بملف من الملفات اللازمة لتنفيذ الإستراتيجية والتى تضم 14ملف تتولى قيادات الشركة القيام بمهام إنجاز الملفات.